شبكة الأوس التعليمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    ايام مصرية بعيون فلسطينية - الفصل الخامس -

    د. سرمد فوزي التايه
    د. سرمد فوزي التايه


    عدد المساهمات : 17
    نقاط : 49
    قوة الترشيح : 50
    تاريخ التسجيل : 15/04/2014
    العمر : 50

    ايام مصرية بعيون فلسطينية - الفصل الخامس - Empty ايام مصرية بعيون فلسطينية - الفصل الخامس -

    مُساهمة من طرف د. سرمد فوزي التايه الأربعاء يونيو 25, 2014 6:41 pm

    الفصل الخامس: الترفيه (المقاهي وكرة القدم):
      إذا تم إعتماد هذين العنصرين (المقاهي وكرة القدم) كإحدى وسائل الترفيه، فإن الشعب المصري يعتبر الحائز والسباق بهما دونما منافس؛ حيث يعتبر الجلوس في المقاهي لتناول أطراف الحديث أو للعب  ورق الشدة ( الكوتشينة ) والنرد والزهر والدومينو أو متابعة المباريات الرياضية   ( الماتشات) من على الشاشة الصغيرة في قاعات
    المقاهي من أول أولويات المواطن المصري كأسلوب للترفيه والترويح عن النفس، فكثيراً ما نجد هذه المقاهي مكتظة بزبائنها وخصوصاً في أوقات المساء وطبعاً هذا لا يعني أنها تكون فارغة من روادها طوال النهار، لا بالعكس ، فهي ممتلئة طوال
    الوقت ولكن روادها يزدادون في ساعات المساء وحتى منتصف الليل وتصل ذروتها في حال كان هناك مبارة محلية أو مبارة بين المنتخب المصري وأحد المنتخبات العالمية.

    أنا لا أدعي أن هذه الظاهرة مقتصرة فقط على المجتمع المصري وحسب ، ولكن أقول أنها منتشرة بكثافة في هذا البلد الكبير حتى لتكاد تظهر على أنها من أفضل الاستثمارات في حدود هذا البلد.

    في إحدى المرات توجهت بالسؤال إلى أحد أصدقائي المصريين عن سبب ارتباط الناس بهذه الأماكن وبهذه الكثافة ؟؟ فكانت إجابته أنها هي المتنفس الوحيد للطبقة الفقيرة والمتوسطة بعد عناء عمل يومٍ شاق ، أما من الناحية الثانية هي أن البيوت في كثيراً من الأحيان لا تكون مكاناً مناسباً لإلتقاء الأصدقاء بسبب عدم إتساع مساحتها أو إكتظاظها. وفي جواب اقرب إلى الدعابة قال أن الشخص يريد أن يتهرب لجزء من الوقت من مسؤولياته الأسرية وأصوات ومتطلبات زوجته وأولاده من خلال هذا المنفذ.
    بموضوعٍ آخر ولكن بنفس السياق ، فإننا نرى إدماناً غير مسبوق على حب كرة القدم؛ فهي عبارة عن أفيون الشعوب بشكل عام وأفيون الشعب المصري بشكل خاص الذي بات يعشق هذه اللعبة عشقاً ليس له مثيل ؛ فتراه على علمٍ مسبق بمواعيد المباريات(المتشات) على طول الأسبوع وطوال الشهر بل على طول السنة سواء كانت مباريات محلية أم عالمية ، فتراهم يجلسون بعشرات الأفراد في كل مقهى وبشكل يومي لمتابعة المباريات المعروضة على شاشات التلفزة المعلقة في أحد أرجاء تلك المقهى، ولإجتذاب الزبائن وكنوع من المنافسة التجارية بين المقاهي، تلاحظ أن هذه الشاشات تكبر أحياناً أو تصبح شاشات مسطحة عملاقة لإصطياد اكبر عدد من الجمهور والمشجعين والمتابعين لهذه، وبين لحظة وأخرى تسمع أصوات وصراخ يعلو بالتشجيع والتصفيق إن أحرز الفريق المُشَّجْع هدفاً أو حاز على نقطة ، أما إن كانت المبارة محلية كأن تكون بين فريقي الأهلي والزمالك مثلاً(الفريقان الأكثر جماهيرية) ترى الأصوات والصيحات تتواتر وتتزايد في حال التهديف أو مقاربته، أما إن كانت مبارة بين المنتخب المصري وإحدى المنتخبات العالمية فحدﱢث هنا ولا حرج ؛ فترى الاستعداد ببيع الأعلام والشعارات التي ترمز إلى مصر تغطي أرجاء البلد قبل أيام من لقاء الفريقين ، وفي ساعة المباراة تصبح البلد في حالة أشبه بحظر تجوال ؛ الكل يتابع المباراة في المقاهي وفي البيوت وفي أماكن العمل إن تسنى لهم ذلك ، وإن فاز المنتخب المصري ترى الأغاني والرقصات والأهازيج والاحتفالات تصدح بجميع أرجاء الجمهورية حتى ساعة متأخرة من الليل قد تصل إلى ساعات الفجر الأولى.

    من الطريف بالموضوع أنني ركبت يوماً سيارة من القاهرة إلى مدينة 6 أكتوبر وإذا بأحد الأشخاص يتحدث مع شخص آخر هاتفياً ويقول له أنه اليوم قد إحترق المصنع الذي يعمل فيه ولكنه طلب إجازة من صاحب المصنع للمغادرة لحضور إحدى المباريات المحلية بين فريقي الأهلي والزمالك، أما فيما يخص حريق المصنع فله من الوقت متسعٌ من الوقت بعد ذلك.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 8:56 pm